على السرير الأبيض في
احدى غرف المستشفيات
يرقد جسدي معلنا استعداده
للرحيل الى العالم الآخر....
جلت بعيناي في الغرفة
وتمعنت في الورود ومصحفي
وسجادتي و كل شئ حولي..
و كأني القي نظرة الوداع الأخيرة
عليهم ......
نظرت الى السقف .. فتمثلت امامي
صورة أمي و الدموع تملأ عينيها
ونظرات الحزن و الوداع في عيون والدي وأقاربي ...
و بعد لحظات قليلة... ركبت قطار الذكريات
ومر أمامي شريط حياتي ..
**********
في أول محطة توقفت أمام ذلك المنزل
الطيني البسيط .. حيث الطفولة
و البراءة والجمال ...دخلت الى غرفتي
الصغيرة لأرى عروستي الصغيرة وألعابي القديمة..
فعدت الى تلك الأيام الجميلة التي كنت
لا أعرف للهم والحزن فيها طريقا ....
ابتسمت وأكملت رحلتي .. حتى وصلت
الى مدرستي و كتبي و صديقاتي..
وانسابت دموعي حين تذكرت أحلامي
وطموحاتي بأن أصبح طبيبة أطفال...
********** ***
و مضى بي قطاري حتى توقف
عند أجمل محطة في حياتي ..
وهي ذكرياتي معك ....
فارتسمت على شفتاى ابتسامة
وأحمرت وجنتاي عندما داعبت أذني
همساتك بكلمات الحب ..
و عادت بي الذكريات الى يوم
رحيلك وتردد في سمعي صدى
كلمات الوداع ووعودك لي بعدم نسياني
و بأنك سوف تعود يوما ..
حينها سالت دمعة حارة على وجنتي ..
وقفز الى ذهني سؤال ..
هل ستزور قبري يوما ؟
لتبكي عليه وتنثر عليه ورود الفل والياسمين
وتسقيه بماء الورد..
اني اتساءل يا سيدي اذا كنت ستذكر
ان جسدي يرقد في ذلك المكان ..
عندما يزورك طيفي كل مساء...
وهل سيظل قلبك ينبض بحبي وأحيا
بداخله كذكرى جميلة ... أم اني سوف اتلاشى
منه و أصبح مجرد بقايا رفات و تراب كجسدي ...
********** **********
تساؤلات كثيرة دارت في ذهني عنك ايها الغائب
الحاضر .. الغائب عنى عيني ..الحاضر في قلبي..
و لكن انفاسي بدأت تتسارع .. وقطاري اصبح غير
غادر على اكمال رحلته ..
فقد ردد لساني الشهادتين وأغمضت عيناي
معلنة رحيلي الى منزلي الأبدي ...